لم تجد مواطنة سعودية وقائدة مدرسة بمحافظة السليّل طريقةً مناسبة ومعبّرة ترضيها لترد الجميل والعرفان للوطن بعد كل ما قدمه ويقدمه لها ولكل مواطن على أرضه والتي لا تُحصى بفضل الله ومن خيراته من أمن وتعليم وحياة كريمة وعزّة، فلم تجد عملاً يضاهيها ويرضيها أفضل من مشروع وطني كبير قامت به وحدها وشيّدته في مدرستها من حسابها الخاص حيث كلفها ذلك عشر سنوات من الزمن ومثلها أضعاف من التكلفة المادية الذاتية قاربت حتى الآن المائة ألف ريال، فضلاً عن الجهد والعمل الطويل دون كللٍ منها ولا ملل.
وفي التفاصيل، يحاكي مشروع “قصر المصمك” وتاريخ المملكة وحاضرها منذ تأسيسها وحتى اليوم الذي من خلاله تستطيع المواطنة التي نالت العديد من الجوائز والإنجازات على مستوى المملكة وهي قائدة مدرسة ابتدائية السليّل الثانية الأستاذة “موضي بنت فهاد آل نادر” أن تحقق فيه حلمها وهو خدمة وطنها وتحقيق اللحمة الوطنية ولجم أعداء الوطن الذين يحاولون النيل منه ومن مكانته الكبيرة بالعالم.
وانطلقت بمشروعها الوطني الكبير الذي اسمته “مشروع المصمك الشامخ”، بداية بتوحيد وطن العزّة والشموخ “المملكة العربية السعودية” على يد المغفور له الملك عبد العزيز طيب الله ثراه، وتريد أن تكمل بناءه وخططه وتحقق أهدافه وحدها لحبّها الشديد له وبعد أن رأته حلمًا يتحقق وجعلته أهم الأعمال التي تشغلها حاليًا وأخذ جُلّ اهتمامها لتهديه للوطن الذي ترى أنه يستحق منا الكثير والكثير بعد كل ما قدمه لنا ولأبنائنا لذا فهي تقوم بكل ما قامت به كي تشعر أنها ردّت ولو جزءًا قليلاً مقابل ما قدمه لها وطنها بحسب ما تقول.
وتستفيد المدرسة من المشروع بتنفيذها برامج صباحية منوعة للفصول الدراسية والطالبات وأخرى مسائية لنادي الحي وفعاليات وأنشطة رمضانية وفي الأعياد تشارك به الأحياء المجاورة للحي، بالإضافة إلى برامج ُتنفذ على مدار السنة يتخللها المناسبات والاحتفالات الوطنية التي هي الأساس من فعالياته وبرامجه وإنشائه بهدف ترسيخ مبادئ القيم الوطنية والثابتة لدى المواطنين في مختلف المراحل العمرية وللجنسين.
ومن أبرز الفعاليات الوطنية التي نفذها المشروع على مدى عشر سنين مضت وحتى اليوم والتي نذكر بعضًا منها وهي : البيعة السابعة والبيعة الثامنة والبيعة التاسعة لخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله رحمه الله، فعاليات اليوم الوطني، الجنادرية ٣٢ بعيون المصمك، مبايعة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان يحفظه الله، فعاليات موثقة من داخل المصمك، أما أهم البرامج التي أقامها المشروع : برنامج سيرة بطل ومسيرة أمة، برنامج وطن لا نحميه لا نستحق العيش فيه، برنامج وطننا أمانة، برنامج كلنا السعودية فليسمع من كان في آذانه صمم، برنامج سعودية وأفتخر، برنامج دام عزك يا وطن، برنامج حبّي لمملكتي، برنامج عاشت المملكة، برنامج وحدة وطن، برنامج كلنا سلمان المجد، حملة عاصفة الحزم، حملة كلنا قلب سلمان، حملة اضرب بسيفك كلنا اليوم سلمان، حملة الحزم أبو العزم أبو الظفرات، حملة كلنا الخليج قوتنا في وحدتنا، وكذلك تُقام بالمصمك فعاليات الجنادرية السنوية تحت مسمى (تراثنا الأصيل)، ومسابقة وطني الغالي، ومسابقة وطن المشاعر، ومسابقة حب الوطن غاية وجائزة المصمك مجدٌ وفخر.
ولأن عطايا الوطن على شعبه ونعمه التي وهبها الله سبحانه له لا تنتهي ومنها قيادته الحكيمة، فلم ينس لها حبّها له وإخلاصها وما تقوم به لأجله وتقدمه، فقد حصلت القائدة “موضي آل نادر”على العديد من شهادات الشكر من أصحاب السمو الملكي الأمراء والمسؤولين والمواطنين في حب الوطن والانتماء له ومنهم أمير منطقة القصيم سابقًا الأمير فيصل بن بندر وسمو أمير منطقة مكة المكرمة الأمير خالد الفيصل والأمير فيصل بن خالد أمير منطقة عسير.
وفي حديث لـ “سبق” حول هذا المشروع : قالت مؤسسة وصاحبة المشروع الوطني “آل نادر” : “من حبِّي وولائي لوطني المعطاء جاءت فكرة “مشروع المصمك الشامخ .. مجد وفخر..”، لأنه يربطنا بتاريخ مملكتنا المشرّف وبليلة (الخامس من شوال 1319هـ)؛ حيث استعاد الملك عبدالعزيز – طيب الله ثراه – عرش آبائه وذلك بدءًا من قصر المصمك، فكرّست الفكر والجهد والمال والخطط لتحقيقه بتوفيق الله والذي تحقق رؤية ورسالة وأهداف، فمشروع المصمك الشامخ هو حلم وتحقق ولله الحمد، ووالله أنني أعتبر كل ما قدمته به من مال وجهد وعمل ووقت هو قليل في حق وطني الغالي”.
وعن تكلفة المشروع حتى الآن وفترة تنفيذه والذي لم تهتم بالإجابة عنه لولا أننا كررنا عليها السؤال لتجيب أخيرًا عنه قائلةً : “عُمر المشروع نحو عشر سنوات وتكلفته قد تكون كبيرة مقارنةً ما إذا كان الدعم المقدم إليه ذاتيًا وشخصيًا ومازالت تكلفته مستمرة فأنا لم أنتهِ منه ولم أحقق فيه كامل ما خططت له فكل عام يكون له ميزانية جديدة لتنفيذ برامج وفعاليات وطنية عليه وتوزيع الجوائز والهدايا للمشاركين فيه من طالبات وزوّار، فتكلفته حتى الآن بلغت الـ (85) ألف ريال، ولكن يجب أن نعلم ونتذكر أننا مهما دفعنا من أموالنا وصحتنا لوطن احتوانا وعشنا في ثراه وعلى ترابه فلن نستطيع رد جميله علينا مهما قدمنا، والأهم ولله الحمد أن المشروع أثمر وحقق الأهداف في تنشئة الجيل الحالي على الاعتزاز والفخر بالوطن الغالي”.
وذكرت أنها في صدد إطلاق كتابها الذي يحمل عنوان (المصمك قصة وحدة وطن) ويتكون من ثلاثة أبواب، كل باب يتألف من ثلاثة فصول والذي يحكي قصة مشروع المصمك الشامخ منذ بداية فكرته وإنشائه وأهدافه وفعالياته ومحطاته ومراحل توثيقه وفي الكتاب مقدمة فهرس إهداء لخادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين وذلك إضافة إلى المواقع الإلكترونية المخصصة للمشروع ومنها حسابه على تويتر الذي يحمل اسم (مشروع المصمك قصة وحدة وطن) وموقع إلكتروني مشترك مع نادي الحي بالسليّل على الرابط : http://www.almsmak-mfm.com/